هموم ثقافية
لـ: خميس حدودة- مساعد تربوي
ما هي الثقافة ؟
لماذا تحيد الثقافة؟
وكيف نتثقف؟!!
قد يستسهل البعض هذا الإنجاز ،ما دمت تملك لغة وقلم وكتاب ،وبالطبع لديك همك وهموم الأمة التي تقال و لا تقال،تحكى ولا أحد يسمع، الثقافة أن تصور ما يحدث كما حدث، ويكفي هوله،وأن تكتب ما يكون كما هو كائن،الثقافة ألا تباشر بالاعترافات ضمنا ولا تفصيلا، بل تصور أو تعكس ما ينبغي أن يكون ،وما ترجو أن يكون بين ظهراني الحلم،وأطراف الواقع المتخيل،وقد لا ينتبه أحد الى التفاصيل الواقعة أو الموهومة ،فتتراكم الكتابات كما وكيفا، وتحجم الثقافات غفلة،ليعمه الجهل والعتمة سوادا وضلال.فليس أن نكتب لكي نتثقف!!ّولا أن نقول لكي تسمع!!ولا أن نقطع الأوراق علك تنتبه،بل هو الوعي بالثقافة المتوقدة لما يجب أن يوعى ضرورة،والانتباه اليقظ لما يجب أن يقال ،ولكل ما يقال،والتمحيص في كل حالة فردية أو جماعية ،غريبة أو اعتيادية،مما يعدد أبعاد التفكير فالتجذرات،والتفرعات،لثمر أحلى ،لتموت النمطية في مهدها،وتوأد التكرارات المتراكمة تعدادا ولغو ،وتتكاثر الاستثناءات حتى تعم قاعدة..وأساس.
المحيط آسن وضيق يا سادة،يضيق بالشكوى،يتذمر من التذمر فيلتوي على المواجهة،ويلوب عن المباشرة ،ويتجنب السرد للتفاصيل العادية بلغة عادية لئلا يضعف المعنى ويهمش العمق،فنعمد للحدس والإيماء كخصوصية تلمسا،والتفرد في الرؤية بموضوعية،لنتقاطع مع ما يواجهون،ونكابد يوميا وتلتقي مع ما يتحاشون البحث فيه،أو عنه.
هي ذي الثقافة،بكل ضروبها، لا تتجاوز رغيف خبزك ،ولا حقيبة مدرسة أطفالك،وما يجد على صعيد السياسة والمجتمع والمحيط ،إنما هي ما يدور في بيتك،وشارعك،وحيك،هي إنجازك أنت وأنا وهو وهي، كل بشكله الخاص ودوره بشكل عام،
بعبث أو بإبداع..ربما!!
بتفرد وخروج عن السرب..يمكن!!
بتجاوز الأفق المحدود بإشارات للمرور..لعدم المرور,,لعل!!
بعمومية تركب رياح التغيير والعولمة ،أو تكنعص مكانك تراوح الخيبة!!
إذا لم تغير ثوبك مع ما تقرأ فأنت لا تجيد القراءة.
إذا لم تخلع جلدك بعد أن تقرأ،فما أنت إلا أمي التميز والخلق والإبداع،وحتى الوعي البسيط ،محكوم بما ورثت من أشراط الخوف ومهادنة كل زمان ودولته ورجاله..
الثقافة شجرة تتفرع منها الاحتمالات،لتثمر الرؤى فيساقط الينا اليقين.
الثقافة كائن يشدك من شعرك ومن نومك الطويل تحت مطر الوجود الغزير،لتغتسل من أدران العمة والفوضى وتنتشر على حبل غسيل الحياة العالي فتجف من بلل الجهالة والتبعية والتقليد،
الثقافة أكثر حنوا من أم هذا الزمان،وأجل وفاء من أخيك،والثقافة لا تخونك،ولا تبتعد حين تحاول الاقتراب،وهي الحقيقة الجدلية بينك وبين الواقع الذي يدور حولك وبك ممكنا وخيال.فإلى أي حد يمكن أن تستقل بدون ثقافة شمولية كفرد وعلى مستوى الأمة والجماعة والمجتمع .
الى أي حد يمكن أن تتحمل موروثاتك وتحملها،بدون أن تقرأ،دون أن تتميز وتورث التميز لمن يليك.
أخشى أن أقول أن الذاكرة العربية وحدة موحدة بسرد متهافت،بفضاء منخفض مشترك بذل،يردد آهات وحسرات جاهزة.
قليلون هم الذين رحم ربي،قليلون الذين يقدسون ما مضى تحفزا لما هو قادم. وما هو قادم صعب ومركب وثقيل